يعقوب قدوري – فرنسا بالعربي: شكل العيد الوطني الفرنسي هذا العام مناسبة ذات طابع مختلف عن الأعوام السابقة، إذ جرى اختصار العرض العسكري المعتاد إلى الحد الأدنى وتم نقل مكان الاحتفال من جادة شانزيليزيه إلى ساحة كونكورد وسط باريس، أمام مسلة الأقصر التي تروي بدورها قصة مثيرة للاهتمام.
وشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الاحتفال الذي يقام سنويا يوم ١٤ تموز يوليو، ويسمى أيضا يوم الباستيل، في إشارة إلى السجن الذي شكل سقوطه بيد المحتجين نقطة البداية للثورة الفرنسية.
وأثار الاحتفال هذا العام كثيرا من المشاعر بتكريمه الطواقم الطبية التي واجهت انتشار فيروس كورونا منذ بداية العام، لكن مسلة الأقصر كانت إحدى الرموز البارزة التي ميزت هذا الاحتفال بالعيد الوطني.
كانت مسلة الأقصر هذه موجودة في الأصل إلى يمين مدخل معبد رمسيس الثاني في مدينة الأقصر الأثرية بمصر، فيما زينت مسلة أخرى الطرف الأيسر من المدخل، ولا تزال في مكانها حتى اليوم.
حصلت فرنسا على مسلة الأقصر من محمد علي باشا والي مصر عام 1832 مقابل تقديمها ساعة ميكانيكية لوضعها في برج الساعة بمسجد محمد علي داخل قلعة صلاح الدين في القاهرة، لكن الساعة وصلت إلى مصر معطلة بسبب عملية النقل، ولا تزال حتى اليوم لا تعمل، وهي موجودة حالياً في مكانها أعلى البرج.
وكانت عملية نقل المسلة من الأقصر إلى باريس بالغة التعقيد، إذ اضطر الفرنسيون لتشغيل 300 عامل في حفر قناة حتى تتمكن السفن من الاقتراب من الأقصر وحمل المسلة عبر نهر النيل ثم إلى ميناء الإسكندرية ومنه إلى تولون في فرنسا، لتستقر في ساحة كونكورد وسط باريس بعد ذلك بثلاث سنوات، عام 1836، باحتفال حضره حينها ملك فرنسا لويس-فيليب.
يبلغ ارتفاع المسلة 23 مترا وتزينها كتابات هيروغليفية تمجد رمسيس الثاني، ويزينها هرم ذهبي أضافته فرنسا عام 1998 بعد فقدان رأس المسلة.
ويمكن للزائر الاطلاع على الوسائل التي استخدمت في نقل المسلة، إذ نقشت عملية النقل على القاعدة التي تحمل المسلة.