أخبار

٦٠٠ ألف فرنسي يعانون “الشيزوفرينيا” نصفهم يفكرون بالانتحار

يصادف اليوم الأحد ١٧ آذار/مارس ٢٠١٩ اليوم العالمي لمصابي مرض الفصام (الشيزوفرينيا) الذي تدور حوله الكثير من التصورات المسبقة والتنميط.

وذكرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في هذه المناسبة إن نحو ٦٠٠ ألف فرنسي يعانون من هذا المرض المزمن الذي يرتبط في ذهن كثيرين بالخطر على الآخرين أو ينحصر بتكرار الشخصية، وهي تصورات خاطئة.

وحسب الطبيبة النفسية في مستشفى سانت آن في باريس آن غوفايان المتخصصة بالأمراض الفصامية، يعد الفصام مرضاً معقداً بسبب تعدد أعراضه التي تتغير من مريض لآخر، لكن العامل المشترك بين جميع المرضى هو الانفصال عن الواقع.

وتضيف الطبيبة أن الأعراض “الإيجابية” سهلة الاكتشاف والمعالجة تتمثل في الهلوسات الحسية والشعور بالاضطهاد وجنون العظمة والأفكار الوهمية الغريبة.

أما الأعراض “السلبية” فيصعب اكتشافها وتشخيصها، حسب المختصة، فالمصابون بالفصام قد يعانون من أعراض تشبه أعراض الاكتئاب مثل الانسحاب العاطفي أو الاجتماعي أو فقدان الاهتمام، لكن الفرق أن المصاب بالانفصام لا يشعر بقدر كبير من الحزن.

ومن الأعراض “السلبية” التفكير غير المنظم المترافق مع حديث غير متماسك أو الفشل في إنجاز مهام بسيطة مثل ألا يعود المريض يعرف كيف يذهب لشراء الخبز.

ويوضح الباحث والطبيب النفسي فريدريك هازبايرت أن الفصام يظهر غالباً خلال سنوات المراهقة وبين عمر ١٥ و٢٥ عاماً.

وتعود أسباسبه إلى عوامل جينية وبيئية لا تزال غير محددة تماما بسبب تعددها، لكن من المعلوم أن تدخين الحشيش المخدر في فترة المراهقة يزيد احتمال الإصابة بالمرض في مرحلة الشباب، لكن من غير الواضح إن كان الحشيش مسبب للمرض أم أن الظروف النفسية الموجودة أصلاً لدى المراهق هي ما يدفعه لتدخينه، حسب الطبيبة النفسية آن غوفايان.

ولعلاج المرض، يسعى الأطباء إلى إنشاء علاقة مع المريض لكي يتقبل العلاج ويفهم طبيعة مرضه، ويمكن علاجه بمضادات الذهان والمضادات النفسية مثل الدوبامين.

ويشرح الطبيب هازبايرت أن هذه العلاجات أقل تأثيرا مع الأعراض “السلبية”، حيث تعد المقاربة الناجعة معها هي تحفيز المشاعر الإيجابية عبر العلاج النفسي والعلاج المعرفي بشرط أن يبدأ العلاج مبكراً مع بداية ظهور الأعراض.

ويضيف أن دراسة في فرنسا أظهرت وجود تأخير في بدء العلاج يبلغ وسطياً سنة ونصف بعد ظهور الأعراض، فيما يفترض ألا تزيد عن عدة أسابيع.

الطبيبة غوفايان تؤكد أن الغالبية العظمى من المرضى ليسوا خطيرين على الآخرين بقدر خطرهم على أنفسهم، حيث يحاول نصف المرضى تقريباً الانتحار مرة واحدة على الأقل.

من جهة أخرى، أظهر استطلاع أن ٤ من كل ٥ فرنسيين يعتقدون أن هذا المرض يتمثل في تعدد الشخصية، بينما في الواقع لا ينطوي المرض ابداً على شخصية أخرى غير شخصية المريض، على الرغم من الهلوسات التي يعانيها المريض.

فرنسا بالعربي
اكتشف فرنسا بعيون عربية

Ce site utilise des cookies pour améliorer votre expérience. Nous supposerons que vous êtes d'accord avec cela, mais vous pouvez vous désinscrire si vous le souhaitez. Accepter Plus d'info